{ تعالوا نرجع روح القرآن } .. المشتركه الثالثه

{ تعالوا نرجع روح القرآن } .. المشتركه الثالثه M9w13106

{ تعالوا نرجع روح القرآن } .. المشتركه الثالثه 2uO11333

اولا: اقدم لكم التفسير المفصل للآيات

قال تعالى في كتابه الكريم

وَإِذْ قَالَ رَبٌكَ للِمَلائكَةِ إِنّىِ جَاعِلُ فىِ ألأَرْضِ خَلِيفَةً
قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ اْلدّمَاءَ وَنَحْنُ
نُسَبّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَالاَ تَعْلَمُونَ
(30) وَعَلَّمَ آدَمَ اْلاَسْمَاءِ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى اْلْمَلائِكَةِ
فَقَالَ أنبِئُونىِ بِأَسْماءِ هَؤُلاَءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)

صدق الله العظيم

* تفسير الآياتـ *
قوله تعالى (وإِذ قَالَ رَبُكَ) قال المعربون ـ إذ ـ مفعول لفعل محذوف؛ والتقدير اذكر إذ قال؛ والخطاب في
قوله تعالى (رَبُكَ) للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ ولما كان الخطاب له صارت الربوبيه هنا من أقسام الربوبيه الخاصه...

قوله تعالي (للمَلاَئِكةِ) اللام لتعديه ، أي تعدية القول للمقول له ؛ " وأَلملاَئِكةِ" جمع "مَلَئك" وأصلهُ "مَأَلَك" ؛ لأنه مشتق من ألألوكه وهي الرساله لكن صار فيها أعلال بالنقل. أي نقل حرف مكان حرف أخر
مثل أشياء: أصلها " شيئاء "؛ وألملائكة عالم غيبي خلقهم الله من نور، وجعل لهم وظائف، وأعملاً مختلفه؛ فمنهم من وُكلَ بالوحيِ ـ كجبريل ـ وبالقطر والنبات ـ كميكائيل ـ وبالنفخ في الصور ـ كإسرافيل ـ
وبأرواح بني أدم ـ كملك الموت ـ ألىَ غير ذلك من الوظائف وألأعمال .....

قوله تعالى ( أِنىِ جَاعْلً فىِ أَلأَرضِ خَلِيفهَ) خليفه يخلف الله أو يخلف من سبقه من الخلق ،
أو يخلف بعضهم بعضً يتناسلون وهنا يوجد ثلاث أقوال....

ألأول: فيحتمل أن الله أراد من هذه الخليقه آدم، بنيه أن يجعل منهم الخلفاء يخلفون الله تعالي في عبادة
بأبلاغ شريعته والدعوة أليها، والحكم بين عباده ، لا عن جهل بالله سبحانه وتعالى وحاشاه من ذلك
ولا عن عجز، ولكنه يمن على من يشاء من عباده كما قال تعالي
(ياَ دَأود أَنا جَعَلنَاك خَلْيفةً فىِ أَلأَرضِ فَحّكُم بَينَ ألنَاس )

ألثاني: أنهم يخلفون من سبقهم لأن الأرض كانت معموره قبل آدم، وعل هذا ألأحتمال تكون (خليفه) هنا
بمعنى الفاعل ، وألأول بمعني المفعول.....

ألثالث: أنه يخلف بعضهم بعضاَ ، بمعنى يتناسلون هذا يموت وهذا يحيَ وعلى هذا التفسير تكون (خليفة) صالخه لأسم الفاعل وأسم المفعول....

كل هذا محتمل. وكل هذا واقع ولكن قوله تعالى (أَتَجعًلَ فِيهَا مَنْ يُفسِد فِيَها وَيُسفِكَ ألْدِماَءَّ) يرجع أنهم خليفه لمن سبقهم، وأنه كان على ألأرض مخلوقاتً قبلهم تُسِفكَ الدماء وتفسد فيها
فسألت ألملائكة ربها عز وجل هذه ألأية السابقه كما فعل من قبهم .
وأستفهام ألملائكة للأستطلاع وألأستعلام، وليس للأعتراض
قال تعالي ( إنىِ أَعْلمُ مَا لاَ تَعْلَمُون) يعني ستتغير الحال، ولا تكون كالتي سبقت...

قوله تعالى (وَنَحْنُ نُسَبّحُ) أى نُنّزهَ والذي يُنَزَه الله عنه شيئان،
أولاَ النقص والثاني النقص فى كماله وزد ثالثاً أن شئت ممثلة المخلوقين.........
كل هَذا يُنَزَه الله عنه . النقص مطلقاُ؛ يعني أن كل صفة نقص لا يكمن أن يُوصف بها الله أبداً لا وصفأ دائماً ولا خبرأً والنقص فى كماله ؛ فلا يمكن ان يكون فى كماله نقص، قدرته لا يكمن أن يعتريها عجز
قوته لا يكمن أن يعتريها ضعف، علمه لا يكمن ان يعتريه نسيان .... وهلمَ جرا
ولهذا قال الله عز وجل ( وَلَقْد خَلَقْنأ أَلسَمَواتِ وأَلأَرضِ وَمَا بّينَهُمأَ فِى سِتَةِ أياْمً وَماَ مَسنّا مِن لَغُوب)
أي تعب وأعياء ، فهو سبحانه وتعلى كامل الصفات لا يكمن ان يعتري كماله نقص
ومماثلة المخلوقين هذه أن شئنا أفردنها بالذكر لأنه سبحانه وتعالى أفردها بالذكر فى قوله تعالي
(لَيّسَ كَمَثلْهِ شَئْ) الشورى : "11" ، وقال تعالي ( ولَهُ ألمَثلُ أَعَلىَ) وقال تعالى ( فَلاَ تَضرِبُو لله أَلأمْثال)
النحل : "74" ،

قوله تعالي ( بِحَمْدِك) قال اللماء ألباء هنا للمصاحبه ، أي تسبيحاً مقروناً بالحمد مصحوباً به
فتكون الجمله متضمنه لتنزيه الله عن النقص، وأثبات الكمال لله بالحمد لأن الحمد وصف المحمود بالكمال محبه وتعظيماً؛ فأن وصفت مرة أخري بكمال فسمه ثناء.
والدليل على هذا ما جاء فى الحديث الصحيح { قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ فإذا قال ـ الحمدالله رب العالمين ـ قال تعالى ـ حمدني عبدي ـ ، وإذا قال ـ الرحمن الرحيم ـ قال تعالى ـ أثنىَ عليَ عبدي ـ ، لأن نفي النقص يكون قبل أثبات الكمال من أجل ان يرد الكمال على محلٍ خالِ من النقص ..

قوله تعالى (وَنُقَدّسُ) التقديس معناه التطهير؛ وهو امر زائد على التَنْزيه، لأن التنزيه تبرأه وتخليه؛
واالتطهير أمر زائد؛ ولهذا نقول في دعاء ألأستفتاح ـــ أللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعد بين المشرق والمغرب،أللهم نقني من الذنوب كما ينقى الثوب ألأبيض من الدنس،أللهم أغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد،
فألأول طلب المباعده والثاني طلب التنقيه ، يعني التنقيه بعد المباعده؛ والثالث طلب الغسل بعد التنقيه حتي يزول ألأثر بالكليه.

قةله تعالى ( لَكَ ) أللم هنا للأختصاص؛ فتفيد ألأخلاص وأيضاً ألأستحقاق، لأن الله جل وعلا
أهل لأن يقدس . فأجابهم الله سبحانه وتعالي (قَالَ إِنّْ أَعْلَمُ مَالاَ تَعْلَمُونَ)
أي من امر هذه الخليفه التي سيكون منها النبيون، والصديقون، والشهداء، والصالحون...

$ فؤائد هذه الآيهـ $
1ـ أثبات القول لله عز وجل
2ـ أن ألملائكه ذو عقل ، وجهه الله سبحانه وتعالى اليهم الخطاب فأجابو
3ـ أثبات ألأفعال لله عز وجل أي انه سبحانه وتعالي يفعل ما يشاء متى يشاء كيف يشاء
4ـ أن بني آدم يخلفُ بعضهم بعض
5ـ قيام ألملائكة بعبادة الله عز وجل
6ـ كراهة الملائكه للأفساد فى ألأض
7ـ أن وصف ألأنسان نفسه بما فيه الخير لا باس به اذا كان المقصود مجرد الخبر دون الفخر
ويؤيد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ( أنا سيد آبن آدم ولافخر) واما أذا كان المقصود الفخر وتزكية النفس لا يجوز لقوله تعالى ــ فَلاَ تُزَكواْ أَنفُسَكُم هّوَ أَعْلَمُ بمَنِ أتَقّىَ ــ
8ـ شدة تعظيم الملائكه لله عز وجل

قوله تعالى ( وَعَلَمَ آدَمَ ) الفاعل هو الله عز وجل وآدم أبو البشر ( اْلأَسْمَاءَ) جمع اسم و "أل" فيها للعموم بدليل قوله تعالى (كُلَهَا)
وهل هذه ألأسماء لمسمياتً حاضره للعلماء فى هذا قولان........
وألأظهر أنها اسماء لمسمياتً حاضره بدليل قوله تعالى ( ثُمَ عَرَضَهُمْ عَلَى اْلْملاَئكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِىِ بِأَسْمَاءَ هَوُلاَءِ ) وهذه ألأسماء والله اعلم ما يحتاج اليها آدم وبنوه فى ذلك الوقت .......

قوله تعالى ( ثُمَ عَرَضَهُمْ) أي عرض المسميات بدليل قوله تعالى ( أَنبِئُونِى بِأَسّمَاءِ هَوُلاَءِ)
ولان الميم علامة جمع للعاقل فلم تعلم ألملائكه أسماء تلك المسميات، بل كان جوابهم
( سُبْحَانَك لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَ مَا عَلَّمْتَناَ)

قوله تعالى ( أَنبِئُونِى ) هل هو فعل أمر يراد به قيام ألمأمور بما وحه أليه أم هو تحدي؟
الظاهر الثاني انه تحدي بدليل قوله تعالي ( إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) أن لديكم علماً بالأشياء فاأنبئوني بأسماء هولاء؛ لأن الملائكه قالت فيما سبق (قَالْو أَتَجَعَلُ فِيهاَ مَن يُفسِدُ فِيهاَ وَ يَسْفِكُ اْلّدِمَاَءَ وَنَحْنُ نَسَبّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدّسُ لَكَ) فقال تعالى (إِنّىِ أَعْلَمُ مَالاَ تَعْلَمُونَ) ثم أمتحنهم الله بهذا .....
ثانيا : اقدم لكم التفسير الميسر

{ تعالوا نرجع روح القرآن } .. المشتركه الثالثه F4413106