كيف ترق القلوب

إخوانى فى الله:
إن رقة القلوب وخشوعها وإنكسارها لخالقها وبارئها منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو والغفران، وتكون حرزا مكينا وحصنا حصينا من الغى والعصيان .
ما رق قلب لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقا إلى الخيرات مشمرا فى الطاعات والمرضاة.
ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبته ،فما ذكر إلا تذكر ،ولا بصر إلا تبصر .
ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى.
وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون عن معاصى الله عز وجل.
فالقلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله وبطش الله تبارك وتعالى .
ما انتزعه داعى الشيطان إلا وانكسر خوفا وخشية للرحمن تبارك وتعالى .
ولا جاءه داعى الغى والهوى إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية المليك سبحانه وتعالى .
القلب الرقيق صاحبه صدّيق وأى صدّيق .
القلب الرقيق رفيق ونعم الرفيق .
ولكن من الذى يهب رقة القلوب وانكسارها ؟
ومن الذى يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها؟
من الذى إذا شاء قلب هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عز وجل , وأخشع ما يكون لأياته وعظاته ؟
من هو؟سبحانه لا إله إلا هو، القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء ، فتجد العبد أقسى ما يكون قلب ،ولكن يأبى الله إلا رحمته ، ويأبى الله إلا حلمه وجوده وكرمه .
حتى تأتى تلك اللحظة العجيبة التى يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء القلب بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبى صاحب ذلك القلب .
فلا إله إلا الله، من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة ، ومن أهل القسوة إلى أهل الرقة بعد أن كان فظا جافيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ، إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه .
إذا بذلك القلب الذى كان جريئا على حدود الله عز وجل وكانت جوارحه تتبعه فى تلك الجرأة إذا به فى لحظة واحدة يتغير حاله ، وتحسن عاقبته وماّله ، يتغير لكى يصبح متبصرا يعرف أين يضع الخطوة فى مسيره.
إخوتى فى الله :
إنها النعمة التى ما وجدت على وجه الأرض نعمة أجل ولا أعظم منها، نعمة رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى .
وقد أخبر الله عز وجل أنه ما قلب يحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعودا بعذاب الله ، قال سبحانه وتعالى :"فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله "
ويل: عذاب ونكال لقلوب قست عن ذكر الله ، ونعيم ورحمة وسعادة وفوز لقلوب انكسرت وخشعت لله تبارك وتعالى .
لذلك -إخوانى فى الله- مامن مؤمن صادق فى إيمانه إلا ويتفكر كيف السبيل لكى يكون قلبى رقيقا ؟
كيف السبيل لكى أنال هذه النعمة ؟
فأكون حبيبا لله عز وجل ،وليا من أوليائه،لا يعرف الراحة والدعة والسرور إلا فى محبته وطاعته سبحانه وتعالى ، لأنه يعلم أنه لن يحرم هذه النعمة إلا من حرم من الخير شيئا كثيرا .
ولذلك كم من أخيار تنتابهم بعض المواقف واللحظات يحتاجون فيها إلى من يرقق قلوبهم فالقلوب شأنها عجيب وحالها غريب .
تارة تقبل على الخير ، وإذا بها أرق ما تكون لله عز وجل وداعى الله.
لو سئلت أن تنفق أموالها جميعا لمحبة الله لبذلت ،ولو سئلت أن تبذل النفس فى سبيل الله لضحت .
إنها لحظات ينفح فيها الله عز وجل تلك القلوب برحمته .
وهناك لحظات يتمعر فيها المؤمن لله تبارك وتعالى ، لحظات القسوة ، ومامن إنسان إلا تمر عليه فترة يقسو فيها قلبه ويتألم فيها فؤاده حتى يكون أقسى من الحجر والعياذ بالله.
وللرقة أسباب وللقسوة أسباب :
الله تبارك وتعالى تكرم وتفضل بالإشارة إلى بيانها فى الكتاب .
فما رق القلب بسبب أعظم من سبب الإيمان بالله تبارك وتعالى ولا عرف عبد ربه بأسمائه وصفاته إلا كان قلبه رقيقا لله عز وجل وقافا عند حدوده لا تأتيه الاّية من كتاب الله ، ويأتيه حديث عن رسول الله
Icon19 كيف ترق القلوب

إخوانى فى الله:
إن رقة القلوب وخشوعها وإنكسارها لخالقها وبارئها منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو والغفران، وتكون حرزا مكينا وحصنا حصينا من الغى والعصيان .
ما رق قلب لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقا إلى الخيرات مشمرا فى الطاعات والمرضاة.
ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبته ،فما ذكر إلا تذكر ،ولا بصر إلا تبصر .
ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى.
وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون عن معاصى الله عز وجل.
فالقلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله وبطش الله تبارك وتعالى .
ما انتزعه داعى الشيطان إلا وانكسر خوفا وخشية للرحمن تبارك وتعالى .
ولا جاءه داعى الغى والهوى إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية المليك سبحانه وتعالى .
القلب الرقيق صاحبه صدّيق وأى صدّيق .
القلب الرقيق رفيق ونعم الرفيق .
ولكن من الذى يهب رقة القلوب وانكسارها ؟
ومن الذى يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها؟
من الذى إذا شاء قلب هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عز وجل , وأخشع ما يكون لأياته وعظاته ؟
من هو؟سبحانه لا إله إلا هو، القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء ، فتجد العبد أقسى ما يكون قلب ،ولكن يأبى الله إلا رحمته ، ويأبى الله إلا حلمه وجوده وكرمه .
حتى تأتى تلك اللحظة العجيبة التى يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء القلب بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبى صاحب ذلك القلب .
فلا إله إلا الله، من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة ، ومن أهل القسوة إلى أهل الرقة بعد أن كان فظا جافيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ، إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه .
إذا بذلك القلب الذى كان جريئا على حدود الله عز وجل وكانت جوارحه تتبعه فى تلك الجرأة إذا به فى لحظة واحدة يتغير حاله ، وتحسن عاقبته وماّله ، يتغير لكى يصبح متبصرا يعرف أين يضع الخطوة فى مسيره.
إخوتى فى الله :
إنها النعمة التى ما وجدت على وجه الأرض نعمة أجل ولا أعظم منها، نعمة رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى .
وقد أخبر الله عز وجل أنه ما قلب يحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعودا بعذاب الله ، قال سبحانه وتعالى :"فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله "
ويل: عذاب ونكال لقلوب قست عن ذكر الله ، ونعيم ورحمة وسعادة وفوز لقلوب انكسرت وخشعت لله تبارك وتعالى .
لذلك -إخوانى فى الله- مامن مؤمن صادق فى إيمانه إلا ويتفكر كيف السبيل لكى يكون قلبى رقيقا ؟
كيف السبيل لكى أنال هذه النعمة ؟
فأكون حبيبا لله عز وجل ،وليا من أوليائه،لا يعرف الراحة والدعة والسرور إلا فى محبته وطاعته سبحانه وتعالى ، لأنه يعلم أنه لن يحرم هذه النعمة إلا من حرم من الخير شيئا كثيرا .
ولذلك كم من أخيار تنتابهم بعض المواقف واللحظات يحتاجون فيها إلى من يرقق قلوبهم فالقلوب شأنها عجيب وحالها غريب .
تارة تقبل على الخير ، وإذا بها أرق ما تكون لله عز وجل وداعى الله.
لو سئلت أن تنفق أموالها جميعا لمحبة الله لبذلت ،ولو سئلت أن تبذل النفس فى سبيل الله لضحت .
إنها لحظات ينفح فيها الله عز وجل تلك القلوب برحمته .
وهناك لحظات يتمعر فيها المؤمن لله تبارك وتعالى ، لحظات القسوة ، ومامن إنسان إلا تمر عليه فترة يقسو فيها قلبه ويتألم فيها فؤاده حتى يكون أقسى من الحجر والعياذ بالله.
وللرقة أسباب وللقسوة أسباب :
الله تبارك وتعالى تكرم وتفضل بالإشارة إلى بيانها فى الكتاب .
فما رق القلب بسبب أعظم من سبب الإيمان بالله تبارك وتعالى ولا عرف عبد ربه بأسمائه وصفاته إلا كان قلبه رقيقا لله عز وجل وقافا عند حدوده لا تأتيه الاّية من كتاب الله ، ويأتيه حديث عن رسول الله إلا قال بلسان الحال والمقال "سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير"
فمامن عبد عرف الله بأسمائه الحسنى وتعرف على هذا الرب الذى بيده ملكوت كل شئ إلا وجدته إلى الخير سباق ،وعن الشر محجام .
فأعظم سبب تلين به القلوب لله عز وجل وتنكسر من هيبته المعرفة بالله تبارك وتعالى ، أن يعرف العبد ربه .
فمن عرف الله رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى .
والعكس بالعكس فما وجدت قلبا قاسيا إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل وأبعدهم عن المعرفة ببطش الله ، وعذاب الله وأجهلهم بنعيم الله عز وجل ورحمته .
حتى إنك تجد بعض العصاة أقنط ما يكون من رحمة الله ،وأيأس ما يكون من روح الله والعياذ بالله لمكان الجهل بالله
فلما جهل الله تجرأ على حدوده وعلى محارمه ولم يعرف إلا ليلا و نهارا وفسوقا وفجورا وهذا الذى يعده هدفا فى وجوده.
لذلك-إخوتى فى الله -المعرفة بالله عز وجل طريق لرقة القلوب ، ولذلك كلما وجدت الإنسان يديم العبرة والتفكر فى ملكوت الله كلما وجدت قلبه فيه رقة، وكلما وجدت قلبه فى خشوع وانكسار إلى الله تبارك وتعالى.
السبب الثانى لرقة القلوب :النظر فى اّيات هذا الكتاب .
افما قرأ عبد القراّن ولا إستمع لاّيات الرحمن إلا وجدته بعد قراءتها والتأمل فيها رقيقا قد اقشعر قلبه من خشية الله تبارك وتعالى.
فهذا القراّن موعظة رب العالمين ما قرأه عبد إلا تيسرت له الهدايه عند قراءته فما أدمن عبد على تلاوة القراّن إلا رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى.
السبب الثالث : تذكر الاّخرة
فاذا تذكر الإنسان أن الحياة زائلة أن المتاع فان وأنها غرور حائل دعاه ذلك إلى أن يحتقر الدنيا ويقبل على ربها إقبال المنيب الصادق وعندها يرق قلبه .
أسباب قسوة القلب : من أعظم أسبابها الركون إلى الدنيا والغرور بأهلها وكثرة الإشتغال بفضول أحاديثها ،فاذا اشتغل العبد بالأخذ والبيع ،واشتغل أيضا بهذه الفتن الزائلة سرعان ما يقسو قلبه لأنه بعيد عن من يذكره بالله تبارك وتعالى.
لذلك ينبغى للانسان إذا أراد أن يوغل فى هذه الدنيا أن يوغل برفق فديننا ليس دين رهبانية ولكن رويدا رويدا فأقدار قد سبق بها القلم ،وأرزاق قد قضيت يأخذ الإنسان بأسبابها دون أن يغالب القضاء والقدر .
السبب الثانى لقسوة القلب :الجلوس مع الفساق ومعاشرة من لا خير في معاشرته.
لذلك ما ألف الإنسان صحبة لا خير في صحبتها إلا قسا قلبه من ذكر الله تبارك وتعالى ولا طلب الاخيار إلا رققوا قلبه لله الواحد القهار ولا حرص على مجالسهم إلا جاءته الرقة شاء أم أبى جاءته لكى تسكن سويداء قلبه فتخرجه عبدا صالحا مفلحا قد جعل الاّخرة نصب عينيه
لذلك ينبغى للانسان إذا عاشر الأشرار أن يعاشرهم بحذر وأن يكون ذلك على قدر الحاجة حتى يسلم له دينه ، فرأس المال فى هذه الدنيا هو الدين.