يجوز للمرأة أن تشارك في المنتديات العامة ، إذا تقيدت بالضوابط التالية :1- أن تكون مشاركتها على قدر الحاجة ، فتطرح
سؤالها أو موضوعها و تنصرف و لا تعلّق إلا على ما لابد منه ؛ لأن الأصل هو
صيانتها عن الكلام مع الرجال و الاختلاط بهم .
2- ألا يكون في كلامها ما يثير الفتنة ،
كالمزاح و لين الكلام و الضحك كأن تكتب : ( هههههه) أو تستخدم الأيقونات
المعبرة عن الابتسامات ؛ لأن ذلك يؤدي إلى طمع من في قلبه مرض ، كما قال
سبحانه : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ
إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي
قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ) الأحزاب/32
3- تجنب إعطاء البريد ، أو المراسلة الخاصة مع
أحد من الرجال ، و لو كان ذلك لطلب مساعدة ؛ لما تؤدي إليه هذه المراسلة
من تعلق القلب و حدوث الفتنة غالباً .
لا يجوز وضع صور النساء في المنتديات ، سواء كانت صوراً حقيقية للمشاركات
أو صوراً لنساء مجهولات لما في عرض هذه الصور من الفتنة و إثارة الشهوة
و إذا كانت المرأة تشارك في منتديات يشارك فيها الرجال
و تضع صورة من هذه الصور فهذا لا يعد خضوعاً بالقول ، لكنه بمنزلته أو أشد
من جهة أن من يقرأ لها أو يخاطبها ويحاورها يستحضر هذه الصورة المثيرة
و يقرنها بكلامها و مشاركاتها ، فيطمع الذي في قلبه مرض
و قد جاءت الشريعة بسد الذرائع المفضية للفساد ، و منعت المرأة مما يسبب الفتنة لها أو بها
(
لا يجوز لأي إنسان أن يراسل امرأة
أجنبية عنه ؛ لما في ذلك من فتنة ، و قد يظن المراسل أنه ليست هناك فتنة ،
و لكن لا يزال به الشيطان حتى يغريه بها و يغريها به ؛ و قد أمر صلى الله
عليه و سلم من سمع بالدجال أن يبتعد عنه ، و أخبر أن الرجل قد يأتيه و هو
مؤمن و لكن لا يزال به الدجال حتى يفتنه )
ففي مراسلة الشبان للشابات فتنة عظيمة و خطر كبير يجب الابتعاد عنها و إن
كان السائل يقول : إنه ليس فيها عشق و لا غرام ) انتهى ، نقلاً عن : فتاوى
المرأة ، جمع محمد المسند ، ص 96
و لا شك أن التخاطب عبر الشات أبلغ أثراً و أعظم خطراً من المراسلة عن طريق البريد ، و في كل شر .
بالنسبة لمخاطبة الأخوات لبعضهن في المنتديات ، فحيث إن ما تكتبه الأخوات في المنتدى يطلع عليه الرجال
فينبغي تجنب الكلمات التي فيها خضوع و التي تدعو للفتنة
و يمكن تقسيم الكلام المخاطب به أولئك الأخوات إلى ثلاث درجات : الأولى : كلمات
ممنوع كتابتها ؛ لما فيها من الخضوع و اللين في محضر الرجال ، كقول " حبيبتي " و " قلبي " و ما يشبه ذلك .
الثانية : كلمات
جائزكتابتها ؛ كقول " جزاك الله خيراً " و " وفقك ربي " و ما يشبه ذلك من
الأدعية و قول " أختي " و " صديقتي " و ما يشبه ذلك من الكلمات .
الثالثة : كلمات
بين المرتبتين ؛ كقول " عزيزة " و " عزيزتي " و " غالية " و " غاليتي " ، و الذي يظهر جوازها .
و التأكيد على الاحتياط في الألفاظ : إنما هو بسبب وجود مرضى في عالم الأشباح – عالم الإنترنت -
حتى إنهم ليتعلقون بأحبال الأوهام ، و يركضون خلف السراب ، و لو كان المنتدى خاصا بالنساء لما احتجتنا لهذا كله
و النصيحة للأخوات أن يتقين الله تعالى ، و أن يحرصن على اجتناب كل ما يجر إلى الفتنة من قول أو فعل
و أن يتعاونَّ على الخير و الطاعة و نشر العلم
لا نرى جواز إضافة الرجل أحداً من النساء غير المحارم له على قائمته
و بالضرورة لا نرى جواز مراسلتهن و من باب أولى الحديث معهن والأخطر من ذلك مشاهدتهن
و ذلك لأن هذا الباب باب فتنة على الداخلين من خلاله ، و المآسي الحاصلة
من جراء العلاقات بين الرجل والمرأة أكثر من تُحصر وأشهر من تُذكر ، و لا
ينبغي للمسلم أن يغتر بتزيين الشيطان طريق تلك العلاقة بدعوى أنها من باب
الدعوة و الوعظ و النصح و بذل الفائدة
و إذا كان الرجل بالفعل حريصاً على الدعوة ، فأمامه الملايين من بني جنسه يحتاجون ذلك منه فليسارع إلى إضافتهم و نفعهم
و كذا يقال للأخوات اللاتي يردن النفع و الإفادة : أن عليهن فعل ذلك مع بنات جنسهن و ليدَعْن دعوة الرجال و نصحهم لبني جنسهم
لا يجوز إقامة علاقة بين رجل أجنبي و امرأة أجنبية عنه
لأن الإسلام جاء بِسَدّ الذرائع و الوسائل الْمُفْضِيَة و الْمُؤدِّية إلى الوقوع في الحرام
و قال ميمون بن مهران : ثلاث لا تَبْلُونّ نفسك بِهنّ : لا تدخل على
السلطان و إن قُلْتَ آمره بطاعة الله ، و لا تُصغينّ بسمعك إلى هَوى فإنك
لا تدري ما يَعْلَق بقلبك منه ، و لا تدخل على امرأة و لو قُلْتَ أعلمها
كتاب الله .
وليس معنى هذا اتِّهام النساء المؤمنات ، و إنما من باب حمايتهن ، و من
باب المحافظة عليهنّ كما أنه من باب دفع المفاسد - الشيخ عبدالرحمن السحيم
وضع الفتاة لصورتها على صفحات الفيس بوك أو المنتديات والمواقع الإلكترونية
محرم ، وذلك لأمور عدة :
أولاً - أن ذلك مناف للستر الذي أمرت به المرأة في الكتاب و السنة ، فإذا
كان الله عز وجل قال في حق أشرف النساء وأبعدهن عن الريبة و هن نساؤه صلى
الله عليه وسلم : ( وَ إِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ
مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ )
فشرع سبحانه وتعالى على نسائه صلى الله عليه وسلم وعلى نساء المؤمنين عامة
الحجاب تطهيرا لقلوب المؤمنات ورفعة لهن عن مواطن الفتنة والتهمة ،
وتحصينا لفروجهن وفروج عباده المؤمنين ، فإذا عُلم ذلك اتضح أن وضع المرأة
صورتها يراها البر والفاجر في مثل هذه المواقع مما ينافي ويعارض شرعه
سبحانه و تعالى .
ثانياً : أن ذلك باب فتنة وشر للمرأة ولمن يشاهدها ، فكم سمعنا وقرأنا عن
قصص مؤلمة بسبب ذلك ، و كم من فاجر تلاعب بتلك الصور ودبلجها بوسائل حديثة
، فإذا وجه الشريفة يوضع على جسد فاجرة وبائعة هوى رخيصة ، فحينئذ تعض
أصابع الندم بما جنت على نفسها وأهلها .
بعض الأخوات المحجبات تعتقد أن وضع صور لهن بالحجاب غير ممنوع شرعاً ، إن
كان مرادك بالحجاب الحجاب الشرعي الساتر للوجه الذي لا يبدو معه وجه
المرأة ، فمثل هذا غير ممنوع شرعاً ، خاصة عند الحاجة إليه ؛ لكن هذا -
قطعاً - غير مراد ، لأنه غير نافع لصاحبه ، فما قيمة وضع صورة لسواد لا
يبدو منه شيء ؟!
أما وضع صورة المرأة وقد كشفت وجهها و لو سترت بدنها كله ؛ فقد بينا ما فيه من المفاسد التي تكفي للمنع منه
أتمنى لي ولكن الفائدة من هذه الكلمات الطيبة